منتدى تانكي العرب
منتدى تانكي العرب

مجتمع لاعبين تانكي أونلاين العربي


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

انور زياية
#1

الإثنين أكتوبر 06, 2014 11:15 pm


لنحاول التدبر في معاني الاية الكريمة مع الدكتور صبري الدمرداش
{أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور} (الآية 40 من سورة النور).
يقول الدكتور صبري الدمرداش
شبه الحق جل وعلا في هذه الآية الكريمة أعمال الكافرين بظلمات البحار والمحيطات العميقة حيث يزداد الظلام وتسود العتمة نتيجة لتراكم الأمواج الهائجة فوق بعضها البعض، وتواجد السحب الكثيفة لدرجة أنه يتعذر على المرء رؤية يديه التي هي جزء من جسمه.
وسبب ذلك أنه لا هداية للبشر بدون النور الإلهي الأعظم. وقد جاء في أحد كتب التفسير عن قتادة الأنصاري أن الكافر يتقلب في ظلمات خمس، فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ويرد يوم القيامة إلى أظلم الظلمات (النار) أعاذنا الله منها، ولهذا كان من الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن يجعل في قلوبنا نورًا وعن أيماننا نورًا وعن شمائلنا نورًا ومن أمامنا نورًا ومن خلفنا نورا ويعظم لنا نورا.
وعن التفسير العلمي للاية الكريمة فيقول : لقد كشفت علوم البحار الحديثة منذ أوائل القرن العشرين عن ظواهر مدهشة في أعماق البحار والمحيطات تعرضت الآية الكريمة لاثنتين منها وهما: ظاهرة حركة الأمواج الداخلية، وظاهرة ظلمات البحار العميقة.
والمقصود بذلك ان في أوائل القرن العشرين كان عالم البحار السويدي (فان إيكمان) Van.w.Ekman أول من اكتشف أنه في البحار والمحيطات العميقة توجد أمواج داخلية عاتية، وهي تختلف عن الأمواج السطحية التي نبصرها بأعيننا على الشاطئ وتؤثر مباشرة في هدوئه أو اضطرابه .
وثبتت تلك الظاهرة في عام 1973 دعمت صور الأقمار الصناعية هذا الكشف بتقنية الاستشعار عن بعد، حيث أمكن تصوير تلك الأمواج الدخلية العاتية والتأكد من وجودها علميًا عند السطح البيني الذي يفصل بين طبقتين عظيمتين من الماء، الأولى سفلى كثيفة والأخرى عليا أقل كثافة.
ويعزى اختلاف كثافة كل من هاتين الطبقتين إلى اختلافهما في درجتي الحرارة والملوحة، بالإضافة إلى عوامل أخرى تدفع بمياه البحر في صورة هذه الأمواج من أهمها: حركة المد والجزر، وتغير الضغط الجوي، واختلاف شدة الرياح من مكان لآخر.
واما عن ظاهرة البحار العميقة فتسقط أشعة الشمس على البحار والمحيطات العميقة فتعترضها حوائل ثلاثة: السحب الركامية الكثيفة، والأمواج السطحية، والأمواج الداخلية، وتعمل السحب الركامية على عكس قدر كبير من تلك الأشعة، وعند سقوطها على أمواج البحر السطحية فإنها تعكس جزءا آخر من أشعة الشمس بسبب ميلها الذي يجعلها كمرايا عاكسة، والجزء المتبقي من الأشعة يسقط على الحائل الثالث وهو طبقات الماء الداخلية فتمتص موجاتها تباعًا بما يتناسب عكسيًا والعمق.
والمقصود بقوله تعالى " ظلمات بعضها فوق بعض " فان من المعروف أن أطياف الضوء المنظور سبعة، تبدأ من الأحمر وتنتهي باللون البنفسجي، وهي متماثلة في كل شيء فيما عدا الطول الموجي الذي يقصر بنفس الترتيب فاللون الأحمر هو أطول الموجات يليه البرتقالي فالأخضر فالأصفر فالأزرق فالنيلي فالبنفسجي.
وعلاقة ذلك بتفسير الاية انه لو تخيلنا أن غواصا ينزل في مياه بحر لجي كالمحيط الهادي الذي يعتبر أكبر محيطات الأرض عمقًا وفيه أخدود “الماريانا” الذي يبلغ عمقه نحو أحد عشر كيلومترا، وأن هذا الغواص يحمل بين يديه وعاء بلوريا كبيرا به فواكه وخضراوات مختلف ألوانها، أحمر وبرتقالي وأصفر وأخضر وأزرق ونيلي وبنفسجي، فإذا بلغ الغواص عمق 20 مترًا يجد أن الموجات الحمراء قد امتصت فلم يعد يرى الأجسام حمراء اللون لدرجة أنه لا يرى الدم الذي ينزف من جرح في يده، وتسمى هذه ظلمة اللون الأحمر وعند عمق 80 مترا يجد الموجات البرتقالية قد امتصت فلم يعد يرى اللون البرتقالي وتسمى هذه ظلمة اللون البرتقالي، وهكذا بالتدرج اللوني الموجات الصفراء والخضراء والزرقاء والنيلية وصولا عند اللون البنفسجي على عمق 1000 متر يجد الموجات البنفسجية قد امتصت فلم يعد يرى منها شيء.
وبعد ظلمة اللون البنفسجي انه في العمق الأكبر من 1000 متر لا يوجد أثر للضوء، وإنما يخيم الظلام الدامس في المناطق اللجية العميقة من البحر أو المحيط ولا يستطيب العيش هناك إلا لكائنات حية عمياء ليست بحاجة إلى أعين لتبصر بها كالإسفنج وبعض أنواع الأسماك المزودة بضوء ذاتي أو مستعار.
الآية كشفت عن حقائق علمية وظواهر طبيعية وهي:
- يختلف البحر اللجي عن البحر السطحي ولا تتكون الأمواج الداخلية إلا في منطقة الانفصال بين البحرين السطحي واللجي.
- تشبه الأمواج الداخلية الأمواج السطحية ولكن لا يمكن مشاهدتها بسهولة من فوق سطح الماء.
- تستهلك عملية تكون الأمواج الداخلية جزءا كبيرا من الطاقة التي يمكن استخدامها لدفع سفينة متوسطة الحجم للأمام.
- كشف “إيكمان” في دراسته لظاهرة المياه الراكدة على قدرتها على تحريك بطيء للقوارب التي تصل إليها لتتردد في مكانها بسبب انتشار طبقة من المياه العذبة والآتية من ذوبان الثلوج فوق مياه البحار والمحيطات المالحة.
- تفقد بعض السفن التي تبحر في مياه البحار والمحيطات اللجية قدرتها فجأة على مواصلة المسير إذ تدخل فيما يسمى ظاهرة المياه الراكدة التي قام بملاحظتها وتفسيرها العالم السويدي (فان إيكمان) في بداية القرن العشرين.
- أهم الأمواج الداخلية ما يتكون في المضايق والقنوات، فمثلا عند مضيق جبل طارق يتسبب التدفق الداخلي للتيار السطحي القوي والتدفق الخارجي للتيار السفلي في دخول الأمواج الداخلية من المحيط الأطلسي إلى المضيق في صورة أمواج متكسرة كالأمواج المزبدة على السطح مما يتسبب في كثير من الاضطرابات الداخلية.
- يتغير لون قاع البحر المنحدر بصورة تدريجية نحو البنفسجي حتى يختفي تمامًا مع تزايد العمق.
- يتناسب نفاذ ألوان الضوء المنظور عبر مياه البحار والمحيطات اللجية عكسيا مع زيادة العمق.
- كلما زاد العمق استجدت ظلمة جديدة تحول دون رؤية طيف موجي معين، ولذلك جاء اللفظ بصيغة الجمع “ظلمات” وهي متراكبة رأسيًا لذا قال: “بعضها فوق بعض”.
- نظرا للاختلاف الظاهر في ألوان المياه في البحار والمحيطات اللجية يستطيع الصيادون تحديد مقدار العمق بدقة.
- تزود الأسماك في مياه البحار والمحيطات اللجية والتي تعيش على أعماق تتراواح ما بين 600 و2700 متر بأعضاء مضيئة تنير لها طريقها في الظلام الدامس.
- تتميز البنية البحرية في البحار والمحيطات اللجية بتجانس خصائصها إلى حد كبير فهي لا تعرف ضوء النهار حيث لا تصلها أشعة الشمس ولا تعرف تقلبات الفصول وهي في برودة الثلج ولا تتأثر بموقعها من خطوط العرض التي بين القطبين وخط الاستواء.
-إشارة الآية إلى وجود أمواج داخلية في مياه البحار والمحيطات اللجية غير الأمواج السطحية التي يمكن مشاهدتها من الشاطئ بسهولة، وما كان أحد يعلم بهذه الأمواج ولا يتصور حتى وجودها قبل العالم “إيكمان” الذي اكتشفها ودرسها في القرن العشرين.
- تصريح الآية الكريمة بوجود الظلمات المتراكبة بعضها فوق بعض في المياه اللجية مياه البحار والمحيطات وما كان أحد يعلم يقينًا هذه الحقيقة العلمية قبل أوائل القرن العشرين.
من مجلة اليقظة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى